تطوير

الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية مرحلة مفصلية لأسواق التكنولوجيا العالمية


Sun 14 Dec 2025 | 07:02 PM
شريف المصري

تشهد أسواق التكنولوجيا العالمية تحولاً نوعياً، حيث تنتقل من مرحلة التقدير السريع للشركات التقنية إلى مرحلة انتقائية تركز على القدرة على تحقيق الأرباح وبناء نماذج أعمال مستدامة.

 ويبرز هذا التحول بشكل واضح في محورين رئيسيين: الذكاء الاصطناعي كرافعة للنمو الحالي، والحوسبة الكمومية كرهان طويل الأجل عالي المخاطر والعائد.

الذكاء الاصطناعي: مرحلة الغربلة الاقتصادية

بعد سنوات من الاستثمار المكثف، لم يعد السوق يكافئ مجرد امتلاك التكنولوجيا المتقدمة، بل بات يركز على الشركات التي تسيطر على البنية التحتية، الرقائق المتقدمة، مراكز البيانات، والخدمات السحابية.

الشركات القادرة على تحويل الطلب على الذكاء الاصطناعي إلى تدفقات نقدية فعلية تتمتع بموقع قوي في السوق، بالمقابل، بدأت شهية المستثمرين تجاه الشركات التي تحرق رأس المال دون مسار واضح للإيرادات بالتراجع، وهو ما يعكس إعادة تقييم اقتصادي صارم للقطاع.

الحوسبة الكمومية: رهانات المستقبل

هذا القطاع لا يزال في مرحلة بناء القدرات، وليس مرحلة العوائد، ما يجعله أكثر تقلباً وحساسية للأخبار التقنية والعقود الحكومية، وكذلك التقدم التقني أو التأخير في التطبيقات التجارية قد يؤدي إلى ارتفاع أو انخفاض حاد في تقييمات الأسهم.

الرهان طويل الأجل على الحوسبة الكمومية يستند إلى قناعة بأنها قد تعيد تشكيل الصناعات الكبرى مثل التشفير، الأدوية، والطاقة قبل نهاية العقد الحالي.

الشركات التي تجمع المسارين

برزت فئة محدودة من الشركات التي تستفيد من الطلب الحالي على الذكاء الاصطناعي لتوليد تدفقات نقدية، تستثمر تدريجياً في الحوسبة الكمومية لابتكار مستقبل تقني مستدام.

هذا النموذج يقلل من المخاطر التمويلية المرتبطة بالمشاريع الثورية ويتيح الانتقال من المختبر إلى السوق بشكل أكثر مرونة وقابلية للتوسع.

استراتيجية السوق: توازن بين الحاضر والمستقبل

ينصح المستثمرون في هذا السياق بتبني نهج استثماري متوازن يجمع بين:

حيازات أساسية في شركات التكنولوجيا الكبرى المستفيدة من الطلب الحالي على الذكاء الاصطناعي.

استثمارات محدودة ومدروسة في الحوسبة الكمومية كخيار طويل الأجل عالي المخاطر.

أسواق التكنولوجيا لم تعد تسأل ما إذا كانت التكنولوجيا ستغير العالم، بل أصبحت تركز على من سيملك مفاتيح الربح عندما يحدث ذلك. الذكاء الاصطناعي يعيد تموضع رأس المال داخل القطاع، بينما تظل الحوسبة الكمومية رهانا بعيد المدى قد يشكل أحد أكبر محركات القيمة في النصف الثاني من العقد.