في إطار دوره المتنامي كمركز إقليمي للحوار العلمي والدبلوماسية الثقافية، استضاف المتحف المصري الكبير فعالية تعريفية موسعة بعنوان «بناء التراث الثقافي معًا: رؤى أورو-متوسطية»، بهدف استعراض آفاق وفرص التعاون بين دول ضفتي البحر المتوسط في مجال التراث الثقافي، وبمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين وممثلي المؤسسات الثقافية المصرية والأوروبية.
ركزت الفعالية على تعريف المؤسسات المصرية والباحثين ببرامج التمويل الأوروبية المتاحة في مجالات البحث العلمي والابتكار المرتبطة بعلوم التراث الثقافي، وعلى رأسها برامج Horizon Europe وPRIMA، إلى جانب الشراكة الأوروبية للتراث الثقافي المرن (RCH). ويأتي ذلك في إطار دعم القدرات البحثية، وتعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات المعاصرة التي تهدد التراث الثقافي، وتحقيق استدامته.
وفي كلمته خلال الفعالية، أكد الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، أن تنظيم هذا اللقاء يمثل خطوة محورية في ترسيخ مكانة المتحف كمركز إقليمي للتعاون العلمي الدولي في مجال حفظ وصون التراث الثقافي.
وأشار إلى حرص المتحف على دعم انخراط الباحثين والمؤسسات المصرية في شبكات البحث والابتكار الأوروبية، بما يسهم في تطوير آليات الحماية والصون، وضمان نقل هذا الإرث الحضاري للأجيال المقبلة.
وتضمنت الفعاليات كلمات افتتاحية لعدد من الشخصيات البارزة، إلى جانب جلسات نقاشية متخصصة تناولت أولويات البحث والابتكار، وأطر وآليات التعاون الأورو-متوسطي، فضلاً عن سبل تطوير أدوات الحفاظ على التراث الثقافي في ظل التغيرات البيئية والتكنولوجية المتسارعة.
وشهد الملتقى حضور عدد من الشخصيات رفيعة المستوى، من بينهم الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار الأسبق، والدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق ورئيس كرسي اليونسكو للعلوم والتكنولوجيا لحفظ التراث الثقافي بجامعة القاهرة، إلى جانب السفير إيريك شوفالييه سفير فرنسا بالقاهرة، والسفير ساشو بودلسنيك سفير جمهورية سلوفينيا بالقاهرة، والدكتور باسكال ليفو منسق البرنامج المشترك للتراث الثقافي بوزارة الثقافة الفرنسية.
كما حضرت نيابة عن وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتورة سلمى يسري مساعد الوزير، إلى جانب قيادات المتحف المصري الكبير، وممثلي الاتحاد الأوروبي، ومكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة.
وجاء تنظيم هذا اليوم التعريفي بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وكرسي اليونسكو للعلوم والتكنولوجيا لحفظ التراث الثقافي بجامعة القاهرة، وعدد من الشركاء الأوروبيين، ليؤكد الدور المتصاعد للمتحف المصري الكبير كمنصة معرفية ودبلوماسية فاعلة، تسهم في ربط مصر بشبكات البحث والتعاون الدولية، وتعزيز مكانتها في مجال حماية وصون التراث الثقافي على المستويين الإقليمي والدولي.