أطلقت الصين مؤخرًا صندوقًا استثماريًا حكوميًا جديدًا يركز على دعم الابتكار في الشركات المملوكة للدولة العاملة في الصناعات الاستراتيجية الناشئة. ويهدف الصندوق إلى تعزيز النمو القائم على الابتكار، وتحفيز التطوير طويل الأجل للقطاعات الصناعية ذات الأولوية الوطنية، بما يعكس تحول الصين نحو التصنيع الذكي والمستدام.
أعلنت لجنة إدارة الأصول المملوكة للدولة (SASAC) عن إطلاق صندوق استثماري جديد تديره شركة China Reform Holdings المملوكة للدولة، مخصص للاستثمار في الشركات المملوكة للدولة التي تعمل في القطاعات الاستراتيجية الناشئة. وتهدف الخطوة إلى توجيه رأس المال بما يتوافق مع سلاسل الصناعة وتعزيز الابتكار، مع تحقيق تحسينات في الهيكل الاقتصادي لهذه الشركات.
وتبلغ قيمة المرحلة الأولى من الصندوق نحو 51 مليار يوان (حوالي 7 مليارات دولار)، على أن تسهم China Reform Holdings بحوالي 15 مليار يوان، مع فترة استثمار تمتد 5 سنوات وإدارة وخروج خلال 8 سنوات، مع إمكانية تمديد الصندوق لسنتين إضافيتين ليصل الإجمالي إلى 15 عامًا.
وقال لي تشن، نائب رئيس SASAC، إن تسريع تطوير الصناعات الاستراتيجية الناشئة يمثل مهمة محورية للشركات المملوكة للدولة، معربًا عن أمله في أن تساهم إدارة الصندوق بكفاءة في دفع عجلة الابتكار والنمو الصناعي.
وشهدت السنوات الأخيرة تحولًا ملحوظًا في قطاع التصنيع الصيني نحو المزيد من الذكاء والتعقيد والاستدامة، ما أسهم في تعزيز الأداء الاقتصادي وخلق قوى إنتاجية جديدة. وتشير البيانات إلى نمو الصناعات الاستراتيجية في الصين على النحو التالي:
تصنيع الدوائر المتكاملة: +17٪
تصنيع الروبوتات: +21.7٪
الطائرات بدون طيار: +69.8٪
وأكد سون شواو، نائب عمدة بكين، أن الحكومة ستدعم الصندوق بشكل كامل عبر تعزيز الابتكار وتحسين نظم الدعم، لتوفير بيئة مواتية للنمو الاقتصادي والاجتماعي في المدينة.
من جانبه، أشار لي شوينان، أستاذ التمويل ومدير مركز أبحاث السياسات الصناعية، إلى أن الصناديق الموجهة من الحكومة تعتبر أداة فعالة لمعالجة إخفاقات السوق في تمويل القطاعات عالية المخاطر مثل الطاقة الجديدة والتكنولوجيا الحيوية والمعدات المتقدمة، مع التركيز على التنمية طويلة الأمد بدل العوائد القصيرة.
وستتركز الأولويات الاستثمارية للصندوق على تقنيات الذكاء الاصطناعي، الفضاء، المعدات المتقدمة، التقنية الكمومية، الطاقة المستقبلية، المعلومات المستقبلية، والتصنيع المستقبلي، بما يعزز الابتكار والقدرة التنافسية طويلة الأجل.