عبد العزيز نصير: برامج الأمن السيبراني وBlockchain وGenerative AI تفتح آفاقًا جديدة للتطوير المهني


Sun 26 Oct 2025 | 12:38 PM
عبد العزيز نصير
عبد العزيز نصير
يوسف المصري

قال الدكتور عبد العزيز نصير، المدير التنفيذي للمعهد المصرفي المصري، إن الصناعة المصرفية شهدت خلال السنوات الخمس الأخيرة تغيرات جوهرية، فرضت على البنوك ضرورة استقطاب مهارات جديدة تتناسب مع التحول الرقمي المتسارع، مشيرًا إلى أن البنوك باتت تولي اهتمامًا خاصًا بتوظيف الكفاءات المتخصصة في مجالات تحليل البيانات، والذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، وتقنيات البلوكتشين، وغيرها من التقنيات الحديثة التي أصبحت تمثل مستقبل العمل المصرفي.

وأوضح نصير أن التطور الكبير في مجال التكنولوجيا المصرفية خلال فترات زمنية قصيرة، قد تصل إلى ستة أشهر فقط، يعكس حجم التسارع في وتيرة التغيير، مؤكدًا أن مواكبة هذا التطور لم تعد خيارًا بل ضرورة حتمية لاستمرار تنافسية البنوك في السوق المحلي والعالمي.

وأشار المدير التنفيذي للمعهد المصرفي إلى أن رؤية المعهد ترتكز على الاستعداد للمستقبل عبر تطوير البرامج التعليمية والتدريبية بما يتماشى مع المتغيرات التكنولوجية المتسارعة، لافتًا إلى أن البنك المركزي المصري أطلق خلال السنوات الماضية العديد من المبادرات الهادفة إلى تطوير العنصر البشري، مثل برنامج البكالوريوس في العلوم المصرفية، وصندوق تطوير القطاع المصرفي، وهى مبادرات تسهم في رفع كفاءة الكوادر العاملة داخل المنظومة.

وأكد نصير أن التحدي الأكبر الذي يواجه القطاع المصرفي حاليًا يتمثل في "ندرة المواهب" أو ما يُعرف بـ Talent Shortage، وهو ما يجعل تطوير الكوادر البشرية أولوية قصوى، موضحًا أن المعهد المصرفي يتعامل مع هذا الملف من منظور شامل لضمان عدم إغفال أي فئة من العاملين داخل المنظومة المصرفية.

وأضاف أن المعهد يقسم برامجه التدريبية إلى محورين رئيسيين: الأول موجه للعاملين في القطاعات المصرفية غير المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات، وهم الغالبية داخل الجهاز المصرفي، ويُركّز هذا المحور على تزويدهم بأساسيات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي. أما المحور الثاني، فيستهدف المتخصصين العاملين في قطاعات تكنولوجيا المعلومات والبنية التحتية والأمن السيبراني، ويعتمد على برامج فنية متقدمة تمكنهم من أداء مهامهم بكفاءة عالية.

وأوضح نصير أن بعض البنوك بادرت بالاشتراك في هذه البرامج على نطاق واسع، مشيرًا إلى أن أحد البنوك استطاع وحده الحصول على نحو 30 ألف فرصة تدريبية في مجال أمن المعلومات، حيث تتيح المنصات الإلكترونية للمتدربين إمكانية الحصول على التدريب في الوقت ذاته من أي مكان وبأقل تكلفة ممكنة، ما يعزز من كفاءة منظومة التدريب وسرعة الانتشار داخل الجهاز المصرفي.

وأشار إلى أن البرامج التدريبية لا تقتصر على الموظفين الجدد أو المستويات الإدارية الأولى، بل تمتد لتشمل القيادات الوسطى والعليا، لافتًا إلى أن المعهد أطلق مجموعة من البرامج المتقدمة مثل مدرسة التحول الرقمي (School of Digital Banking)، وشهادات متخصصة في مجالات الأمن السيبراني (Cyber Security) وتقنية البلوكتشين (Blockchain)، إلى جانب برنامج موجه للقيادات المستقبلية تحت مسمى Future Leaders، والذي يدمج بين الجوانب التكنولوجية والإدارية لإعداد جيل قادر على قيادة التحول الرقمي داخل البنوك.

وأكد أن هذا التكامل بين التعليم الأكاديمي والتدريب العملي انعكس أيضًا في برنامج بكالوريوس العلوم المصرفية الذي أُطلق مؤخرًا، حيث أصبح المحتوى الخاص بالتكنولوجيا المالية والتحول الرقمي ركيزة أساسية في المنهج، بما يضمن أن الخريجين الجدد يملكون الجاهزية الكاملة للانخراط مباشرة في منظومة العمل المصرفي الحديث.