واصل مهرجان جوائز المعماريين العرب في نسخته الثالثة المنعقد بالقاهرة فعالياته لليوم الثاني على التوالي، وشهد محاضرة تحت عنوان "رؤى وتوجهات العمران المصري"، قدمها الدكتور عبدالخالق إبراهيم مساعد وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية للشئون الفنية، استعرض خلالها خريطة التنمية العمرانية 2050، موضحًا أن أهم مشكلة كانت تواجه الدولة ضيق الحيز المكاني المعمور والنمو العشوائي على الأراضي الزراعية، مستعرضًا الجهود المبذولة لحل هذا المشكلة، مبيّنًا أن رؤية الدولة المصرية التي وضعتها عام 2014 تستهدف مضاعفة المعمور المصري إلى 14% من مساحة مصر بدلًا من 7%، وزيادة الفرص الاستثمارية والاقتصادية على المستوى القومي.

وأشار إلى أن المخطط الاستراتيجي القومي للجمهورية، والذي يشمل 15 إقليمًا اقتصاديًا منهم إقليمين سيكونان قاطرة التنمية في مصر، وهما الساحل الشمالي الغربي وإقليم شرق مصر، مستعرضًا الدور الاستراتيجي للعاصمة الجديدة والعلمين الجديدة في تنمية شرق وغرب مصر، موضحًا الأهداف الاستراتيجية للعاصمة الجديدة والتي تتمثل في التنمية (شرق مصر)، والاستثمار (مراكز استثمارية جديدة) والارتقاء (بالقاهرة الكبرى)، وأنه تم تنفيذ مشروعات رائدة لجذب السكان والاستثمار بها، مؤكدًا أن العاصمة الجديدة لها دور استراتيجي لربط القاهرة وإقليم قناة السويس.
واستعرض مساعد وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، مساهمة المدن الجديدة ومدن الجيل الرابع في معالجة الخلل في التوزيع الديموجرافي للسكان 2025، لافتًا أنه بعد زيادة المدن الجديدة تم زيادة نسبة استقطاب السكان بنسبة بلغت 220% في مدن شرق القاهرة، فيما زادت نسبة استقطاب السكان بنسبة 180% في مدن غرب القاهرة.

وتناول في محاضرته استعراضًا لكل من مشروع منطقة المال والأعمال المركزية والذي يبلغ مساحته 1.9 مليون متر مربع ويضم 180 فدانًا و 18 برجًا بتكلفة نهائية 4 مليار دولار ، ونطاق العمل بمشروع النهر الأخضر بالعاصمة الإدارية والمساحات الاستثمارية داخل الهر الأخضر، والفرص الاستثمارية المختلفة بالعاصمة "أراضي ووحدات سكنية"، مشيرًا إلى أن ما يقرب من 12 مليون نسمة يعيشون في المناطق العشوائية وهي مشكلة تحتاج إلى حلول منها "التمويل، وتوفير سكن بديل" وأن وزارة الإسكان أنفقت 100 مليار جنيه على تطوير العشوائيات التي تم تأهيلها، مؤكدًا أن الدولة قامت بدعم المواطن جزئيًا بتحملها 40 % من قيمة الوحدات.

وأوضح مساعد وزير الإسكان أن مشروعات التطوير العمراني القائم تكلفت 90 مليار جنيه بهدف إعادة الدور الريادي لوسط المدينة من خلال مشروع "الارتقاء بالقاهرة الخديوية" وفي إطار هذا التطوير تم نقل الوزارات والهيئات الحكومية وإعادة توظيف المباني من خلال دراسات تمت لإعادة استخدام هذه المباني، مضيفًا أن إحياء الهوية العمرانية والمعمارية لمنطقة القاهرة الخديوية تم من خلال حوكمة لإدارة هذا المشروع بما فيه من مبانٍ وحدائق مع مراعاة حسن إدارة الأصول وحسن استثماراتها، متطرقًا في هذا الشأن إلى تطوير منطقة مجرى العيون، مستعرضًا الرؤية التنموية للمنطقة المحيطة بموقع التراث العالمي بهضبة الأهرامات، والتي تستهدف استعادة ريادة المنطقة في أسواق السياحة العالمية وجذب استثمارات جديدة (أنشطة سياحية متنوعة)، كاشفًا أنه بعد افتتاح المتحف المصري تزايد معدل الطلب الاستثماري على المشروعات السياحة المختلفة.

واختتم محاضرته مؤكدًا على أن الساحل الشمالي الغربي أكثر الأماكن الواعدة والتي تتمتع بمقومات زراعية وصناعية وسياحة.